الجمعة

ارتفاع اسعار الاغنام في الكويت مع اقتراب شهر رمضان ٢٠١١



ألقت حرارة الطقس الملتهب بظلالها على سوق الأغنام الذي ارتفعت أسعاره بصورة لافتة لأسباب متنوعة وكثيرة استقيناها من بائعين ومشترين ورعاة حلال.
في مقدمة تلك الأسباب برزت مشكلة اخلاء سوق الشويخ للأغنام دون توفير مكان بديل واضطرار اصحاب الحلال الى تأجير جواخير في المنطقة نفسها والبيع من خلالها غير ان البيع في الجواخير لم يتواءم مع توجهات المستهلك الذي تعود على الشراء من السوق الذي يوفر له فرصة المفاضلة بين الغنم والأسعار بصورة سهلة وسريعة.
وقد أدى البيع من خلال تلك الجواخير الى احجام الزبائن عن الذهاب اليها والشراء منها وهو ما انعكس على الكمية المعروضة مما ادى الى ارتفاع الأسعار الكبير الذي جسده احد رعاة الحلال بالقول الذبيحة الزينة يتراوح سعرها بين 120 و140 دينارا بينما تراوحت الرؤوس الصغيرة بين 90 و95 دينارا.
ومع دخول موسم حيوي للحوم مثل شهر رمضان الكريم توقع احد البائعين بان ترتفع الأسعار اكثر في ظل الظروف التي وصفها بغير الطبيعية التي تواجه تجار الأغنام في الكويت من خلال البيع بالجواخير والتي لا تسمح بتوفير كمية كبيرة من رؤوس الأغنام والتي تحتاج الى مكان فسيح للحركة ومع تكدسها مع ارتفاع درجة الحرارة يواجه التجار مشاكل مرض الأغنام وموت بعضها تاثرا بالحرارة المرتفعة للجو.

ارتفاع جديد

الارتفاع المتوقع مع قرب حلول شهر رمضان وفقا لتكهنات البائعين سيكون نتيجة لنقص الكمية المعروضة في السوق المحلي لرغبة تجار الأغنام باستغلال الموسم والخروج بجزء كبير من حلالهم الى الاسواق الخليجية المجاورة والتي توفر لهم فرصة اكبر لتحقيق المكسب وضمان عدم الخروج من الموسم المنتظر بخسائر يتوقعونها بدورهم اذا ما استمروا في السوق المحلية بهذه الصورة.
يقول مساعد مطر الواوان أحد تجار الحلال «نواجه ظروفا غير معتادة هذا العام لاشك في انها ستساهم في ارتفاع الأسعار بشكل لافت في ظل صعوبة البيع والشراء من خلال الجواخير حيث لم يتعود المواطن على الشراء بهذه الطريقة فالسوق موجود منذ عام 1961واهل الكويت تعارفوا عليه مكانا لبيع وشراء الأغنام وطالب وزير البلدية فاضل صفر بالاسراع في تنفيذ وعوده للتجار لايجاد سوق بديل خصوصا مع دخول موسم مهم مثل شهر رمضان المعظم».
ويضيف الواوان: التجار سيواجهون مشكلة كبيرة خلال الايام المقبلة تتمثل في عودة الأغنام السورية الى السوق الكويتي حيث سيبدأ وصول الدفعة الاولى منها خلال الاسبوع المقبل ولا يوجد مكان مناسب لها يسمح للتجار باستقبال الكمية التي تأتي كلما يتم اعادة فتح باب التوريد لدول الخليج مشيرا الى ان تلك الكمية ستنقص بمعدل %50 باقل تقدير، متابعا: التجار يعتزمون الذهاب بالأغنام الموردة من سورية الى السعودية ومنطقة الخليج بناءً على الظروف الصعبة التي تواجههم في السوق المحلي.

أوضاع غير مريحة

ويؤيد ماهر محمود مدير احدى شركات استيراد الأغنام تلك المطالب في ظل ما وصفه بالاوضاع غير المريحة داخل السوق المحلية ومعلقا «قبل كنت ابيع 100 رأس في مدة لاتتجاوز ثلاثة ايام والان اصبحت تباع في مدة 20 يوما او اكثر وهو ما ادى الى انخفاض الدخل لعزوف الزبائن عن الشراء».
وحذر بدوره من وجود ازمة في كمية الأغنام المعروضة خلال شهر رمضان نتيجة لرغبة التجار الذهاب الى الاسواق الخليجية لتحقيق المكاسب التي غابت منذ ما يقرب من شهر داخل السوق المحلي فهم في النهاية تجار يحكمهم مبدأ الربح والخسارة ويريدون سوقا آمنا يضمن لهم الترويج لحلالهم، مناشدا البلدية بسرعة توفير البديل القريب من السوق القديم.
وعن أسباب أخرى وراء ارتفاع أسعار الأغنام قال احد البائعين «ان هناك حظراً لبيع الأغنام الاسترالية حية فقط تشترى مذبوحة من المسلخ، دون إبداء أسباب لهذا القرار وهو ما ادى بدوره الى عدم وجود منافسة تساهم في تخفيض الأسعار او ثباتها نتيجة لارتفاع معدل الطلب على الكمية المتوافرة منها فمن يرغب في الحصول على 100رأس فقط يحصل على ربع تلك الكمية».
وقد اكتفى احد مسؤولي شركات استيراد الأغنام بالقول محذرا «ان الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعا لم يعرفه المستهلك من قبل في ظل الاوضاع التي يعاني منها التجار».
وعن الانواع المتوافرة في السوق حاليا من الأغنام قال منذر حسين وهو احد البائعين ان جميع الخراف الموجودة بالسوق حاليا هي عربي ومهجن ولا يوجد الاسترالي بسبب حظر بيعه حيا خارج المسلخ، ومن الانواع المتوافرة النعيمي السعودي والمحلي والاردني، مشيرا الى ان الأغنام الايرانية متوقف استيرادها منذ سنتين وكذلك السوري حيث تعمد تلك الدول الى ايقاف التصدير لوقت معين لأسباب تتعلق بتحقيق الكفاية الذاتية لاسواقها المحلية وضبط الأسعار فيها نتيجة زيادة كمية المعروض واعطاء فرصة للأغنام للتكاثر وزيادة اعدادها.
وعن الأسعار قال منذر انها تتراوح ارتفاعا وانخفاضا بحسب المعروض ونسبة الاقبال لافتا الى ان المشكلة التي يعاني منها سوق الأغنام في هذا الوقت هي انخفاض معدل الشراء وقلة المعروض من رؤوس الأغنام بعد ان اتجه التجار الى تخفيضها نتيجة للاوضاع الراهنة واغلاق سوق الشويخ وهو ما ادى بدوره الى ارتفاع الأسعار عن معدل زيادتها الموسمية.

غير مبرر

المشترون بدورهم لم يجدوا ما ساقه التجار والبائعون سببا مقنعا للارتفاع المذهل حسب وصف بعضهم وقالو إن الأسعار تتباين صعودا وهبوطا من وقت لآخر غير انها شهدت في الوقت الأخير زيادة غير مبررة، معربين عن وجهة نظرهم المختلفة عن رؤية التجار والبائعين بالقول ان قلة حركة البيع والشراء والاقبال الضعيف سبب مقنع لوقف تلك الزيادة التي رأوها مفتعلة.
ويقول عادل الصقعبي: لقد اعتدنا مثل تلك الزيادة كل موسم سواء مع اقتراب شهر رمضان او عيد الأضحى غير انه رأى ان الأسعار هذا الموسم ارتفعت من 60 و70 لتسجل 100 و120 دينارا، مضيفا ان تسكير السوق لاشك اثر بشكل كبير على التجار الا ان ذلك لا يبرر الارتفاع الكبير الذي وصل الى «الدبل» على معظم الانواع الموجودة بالسوق.
بو حمد والذي راح يجوب بين الجواخيرمنفردا بدا انه وجد بغيته حين خرج بصحبة العامل ومعه ذبيحته اقتربنا منه وسألناه عن رأيه في الأسعار قال «يامعود ادخل وشوف الأسعار مش طبيعية ضاربة دبل انا كنت متعود اشتري رأسين الحين الله يعينا على شراء رأس واحدة زيادات لا مبرر لها سوى تحقيق المكسب مع دخول موسم رمضان فالتاجر يعرف ان الزبائن هاتجيه لا مفر من ذلك فلا يوجد بديل وكل شيء مرتفع الاسماك أسعارها مرتفعة واللحوم أسعارها مرتفعة والمواد الغذائية أسعارها مرتفعة واحنا ايش نسوي ما في الا اتباع حمية غذائية؟».
ويقول احمد السيد مسؤول احد الجواخير «نناشد المسؤولين اعادة فتح السوق او توفير البديل المناسب فالضرر لحق بالجميع ولم يقتصر فقط على الزبون فهناك الكثير من العمال تم تسريحهم واخرون اصبحوا بدون عمل بسبب الركود الكبير الذي اصابهم وندرة الزبائن التي تذهب الى الجواخير لشراء الذبائح».
وبسؤاله عن الأسعار قال «نعم هناك زيادة كبيرة في سعر الأغنام لان التاجر زادت التزاماته بعد قرار غلق السوق من اجرة عمالة الى خسائر بين الأغنام بسبب المرض او الموت الى ايجارات جواخير مرتفعة وهو في النهاية لا يريد الخسارة وما زاد الموقف تعقيدا هو غياب الزبائن فاصبحنا الآن نبيع خمس رؤوس بصعوبة بعد ان كان معدل البيع يجتاز العشرين رأسا يوميا.

هناك 4 تعليقات: