الثلاثاء

القهوة العربية الأصيلة ,, وأنواع الفناجيل ,, وأجمل ما قيل عنها

تعتبر القهوة العربية من أهم العادات التي يحافظ عليها العرب وخاصة البدو باختلاف أوطانهم بل إن القهوة العربية أصبحت رمزا أصيلاً للبداوة ولا يستغني عنها البدو في حياتهم أبدا وهي وإن كانت ضرورة ملحة في الزمن القديم باعتبار أن شرب القهوة يعين على السهر بسبب احتواء البن على نسبة عالية من مادة الكافيين وا تبث ايضا القهوه النشاط وهذا يحتاجه البدو في أسفارهم المتعددة ,,
أصبحت القهوة في حاضرنا عادة ورمزا لايمكن تركها أو تجاهلها ومعنى كلمة القهوة تفاوتت من معنى لآخر
فهي يقال أنها خمر ويقال أنها ترجع نسبة لموطن القهوة ( كوفا ) coffee وهي منطقة في الحبشة يُجلب منها البن وقيل أيضا أن معنى القهوة هو نقيع البن الصافي ويطلق عليها اسم ( البن ) وهو مشتق من البنة أي الرائحة الطيبة وتعرف القهوة بالبن عندما تكون خضراء أو حبوبا جافة محمصة وبعد التحضير والإعداد يًطلق عليها قهوة ..
وقصة اكتشاف القهوة تعود إلى قصة طريفة اختلف الرواة بمكان حدوثها فيقال بأن راعي أغنام من اليمن وقيل من الحبشة لاحظ أن أغنامه لاتنام الليل وتنشط وتمرح بشكل غير طبيعي ومغاير عن العادة وخصوصا حين حين ترعى في مرعى تنمو فيه شجيرات لينة لها ثمرات عنبية مما دفعه ذلك إلى أكل ذلك الورق ومن ثم شرب ماؤه مغليا وشعر بالحركة والنشاط ويُشار بالفضل لمن اكتشف مادة الكافيين في البن للعالم ابن سينا عام 1015 وقد كانت القهوة تسمى سابقا خمر المسلمين وكان منبع البن في اليمن التي كانت تعتبر محتكرة للبن ولا تسمح حتى بخروج بذور هذا النبات ولكن فيما بعد وتحديدا في عام 1690 جاء الإحتلال الهولندي ليكسر هذا الإحتكار وسالبا من اليمن هذه الثروة والكنز ومن ثم تمت زراعته في أوربا وتصديره للبرازيل التي أصبحت أهم مصدري البن في العالم .
وهناك عادات صاحبت بروز هذه النبتة وتأصلت في المجتمع العربي البدوي من هذه العادات أن الضيف الذي لاتُقدم له القهوة يشعر بالإهانة وعدم الإحترام ، ويرى بأن مضيفه قد قصر في تقديم الواجب وأحيانا تنشب نزاعات وخلافات تدوم لسنين بسبب فنجان قهوة
كما أن هناك نزاعات وخلافات عدة تم حلها بواسطة فنجان القهوة الذي يُعتبر عدم شربه اهانة بالغة للمُضيف ويسبب حرجا كبيراً له فلذلك يوافق المُضيف على تقديم التنازلات والموافقة على طلب ضيوفه شريطة أن يشربوا القهوة !
تقول إحدى النساء ممن لايزلن يحافظن على تراث القهوة :
أنها تُعد القهوة بالمنزل ، حيث تقوم بطحن البن وفرزه واستبعاد الملوث منه ، ثم تقوم بغسله وتجفيفه وتحميصه بدرجة أكبر من العادي ثم تدق وتطحن طحناً خشنا حتى يسهل ركودها ، ثم تقوم بتحميس القهوة في محماس حتى يتغير لونها حيث أن درجة قوة القهوة تختلف على حسب درجة حمسها ، وتشير إلى أنها تهتم كثيرا وتعتز بأواني القهوة العربية ابتداء من البكرج ( وهو ذلك الإناء ذو الخرطوم المعقوف والمقبض نصف الدائري تقريباً )
،والدلال - والدله :
هي ذلك الوعاء النحاسي ذو اللسان القصير والمقبض المستقيم والذي تُصب منه القهوة.وتضيف أن القهوة قديما توضع في الزمزمية وهي اناء فخار يحافظ على سخونة القهوة وطعمها ولونها أما الآن فتُحفظ في أواني خاصة حديثة تسمى سخانا أو برادا .
وتختلف درجات ألوان القهوة العربية بحسب اختلاف البلاد ، ففي السعودية وتحديدا في منطقة نجد مثلاً يحبونها صفراء لونها فاتح مع تكثير الهيل وفي مناطق الشمال تترواح بين الداكنة إلى قريبة السواد ، وفي جنوب السعودية فتكون خالصة السواد
وأنواع البن عديدة تصل إلى 25 نوعا منها :
البن العربي ، البن الروبستا ، النبياري ، الأمريكي ( الليبيري ) ، البن الأفريقي ، البن الكيني ، البرازيلي .
والجدير بالذكر بأن القهوة العربية تعتبر رفيقة مخلصة في أوقات السهر والسمر ولا غنى عنها أبدا
وكما قال الأمير الشاعر خالد الفيصل :

أعن له عنة أهل الكيف للهيل
ماذاق راعي الكيف ذقته هنيا

انواع فناجيل القهوه
الفنجـال الأول يسمى .... الهـيف ....
وهو الفنجال الذي يحتسيه المعزب أو المضيف قبل مايمد القهـوة لضيوفه وقديما كانت تسري هذه العادة عند العرب ليأمن ضيفهم من أن تكون القهوة مسمومة اما حديثا فجرت هذه العادة ليختبرالمعزب جودة وصلاحية القهوة قبل تقديمها إلى الضيوف خوفا من أن تكون صايدة فيلحقه ( حق ) كبير يقدمه لضيوفه وإلا فيلحقبه العـار ويصبح مثارا للسخرية عند الآخرين...
والقهوة الصـايدة هي القهوة التي لحقها الأذى من طعم غريبأو جسم غريب أو كأن يعملها شخص على نجاسة..
الخوقد كان البدو الأولين يعرفون ويميزون القهوة الصايـدة وقلـة من الأشخاص في وقتنا الحالي يستطيعون تمييزها.
الفنجـال الثاني يسمى .... الضـيف ....
وهو الفنجـال الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافـة وقد كان الضيف قديما في البادية مجـبرا على شربه إلا فيحالـة العداوة أوأن يكون للضيف طلب صعب وقوي عندالمضيف فكان لا يشربه إلا بعد وعـد من المضيف أو المعزب بالتلبية وقد كان من عظائم الأمـور أن يأتي إنسان إلى بيتك و لايشرب فنجالك إلا بعد تلبية طلبه فأنت حتما مجـبر على التلبيـة وإلا لحق بك العـار عند النـاس.
الفنجـال الثالث يسمى .... الكـيف ....
وهو الفنجـال الذي يقدم للضيف وهو ليس مجـبرعلى شربه ولايضير المضيف إن لم يشربه الضيف إنما هو مجـرد تعديل كيف ومزاج الضيف وهو أقل فناجيل القهـوة قـوة في سلوم (عادات) العرب.
الفنجـال الرابـع يسمى .... السـيف ....
وهو الفنجـال الثالث الذي يقدم للضيف وهذا الفنجـال غالبـا ما يتركـه الضيف ولايحتسـيه لأنه أقـوى فنجـال قهـوة لدى عرب الباديـة إذا أنه يعـني أن من يحتسـيه فهـو مع المضيف في السـراء والضـراء ومجـبر على الدفـاع عنه بحـد السـيف وشريكه في الحـرب والسلمي عادي من يعاديه ويتحالف مع حلفـاؤه حتى وإن كانمن بين حلفائه من هم أعداء له في الأصل أعداء للضيف.
فقد كان هذا الفنجـال عبارة عن عقد تحـالف عسكري ومدني وميثاق أمني مابين الضيف والمضيف وقد كان هذا الوضـع يحمل النـاس أمورا شداد ويواجهون الموت والدمـار بسببه فلذلك كانوا يتحاشـونه ويحترصون منه أشـد الحـرص أما شرب أكثر من 3 فناجـيل فعادة يعملها أهل وذوي صاحب القهوة وأفراد قبيلته وأنسبائه وذوو الدمبقي أن نذكر أن هناك فنجـال اسمه الفارس ولكن من يطلب شخص ما بدم أو ثأر أو ماشابه إن كان شيخ القبيلة أوكبير في السن أو إمرأة يجمع شباب القبيلة وفريسها...
ويصب القهوة في الفنجال ويرفعه عاليا على رؤوس الأشهاد وأمام الجميع ويقـول : هــذا فنجـال فـلان بن فـلان.....من يشربـه؟؟؟أي من يأخذ حقنا أو ثأرنا أو دمنا منه؟....
فيقوم أحد فرسان القبيلة ويقـول : أن له ويأخذ الفنجـال ويشربـه....
ويذهب في طلب هذا الشخص ولايعـود إلى قبيلته إلا بعد إحضـار البينة على أنه انتقم لصاحب الفنجـال من الشخص المطلوب وإلا فله أحد خيارين :إما أن يجلي من قبيلته ولايعـود لها أبد لما لحقه من ذل وعاروصم بها جبينه.وإما أن يعود محملا بالخزي والعار ويصبح مدعاة لسخرية أفراد القبيلة ...
صغيرها وكبيرها رجالا ونساءا ولايتزوج منها ولا يخرجللحرب مع فرسانها .
أجمل ما قيل في القهوة ,,,
بي شوق للدله وصوت الفناجيـل
والقهوه اللي النار توقـد حطبهـاواشتقت للمسمار والبـن والهيـل
والزعفران اللي يطيـب شربهـا
سلم العرب جيلٍ يعلم بهـا جيـل
مـازان مجلـس دلتـه مانصبهـافيها السلام وكيف روس الرجاجيل
ومعها علوم تـدور الـي رغبهـافياما انقذ الفنجال بعض المقاتيـل
وامـن مطاليـب تعـذر طلبـهـاصب القهوه من طيبات المعاميـل
وشب نـارك فالدفـا فـي لهبهـا
فبيت بلاقهوه فـلا فيـه تسهيـل
فهي شيمه العربان وايضا نسبهـا

هذه الأبيات للشاعر : عبدالله العقيل
وإليكم الصور ,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق